ترجمة مقدمة كتاب تفسير يوحنا – باربارا ليندرز

مقدمة المترجمين- مقدمة كتاب تفسير يوحنا – باربارا ليندرز

 

طالما سبب الإنجيل الرابع (إنجيل يوحنا) اختلافًا وجدالًا كثيرًا في الأوساط العلمية المسيحية لاختلافه عن الأناجيل الإزائية الثلاثة من حيث الشكل والمضمون. بداية فإن شخص المؤلف غير معروف على وجه اليقين وكذلك زمن الكتابة وأين تم التأليف… كما سنرى.

ومن حيث اللغة فقد اتصفت بمحدودية المفردات واحتوى على بعض الإشكالات في أدوات الربط والعطف والإشارة والضمائر وكذلك أزمنة الأفعال مما يدل على عدم تمكن المؤلف من اللغة اليونانية بشكل تام. يقول مؤلف التفسير يبدو من المرجح أن اليونانية لم تكن لغة يوحنا الأولى، وأنه تعلمها متأخرًا جدًا بحيث لم يُسمح له بإتقانها تمامًا. كما شاب مقاطعه التفكك والانتقالات المفاجئة والتشوهات وارتباك الترتيب مما يوحي أنه تم تفكيكة وإعادة تركيب أجزائه مع اختلاف تسلسل أحداثه وتفاصيلها عن الأناجيل الإزائية. ويعزى ذلك إلى اعتماد المؤلف على مصادر غير إزائية وأخرى شفوية بجانب مواد الأناجيل الإزائية.

ويلاحظ أن الإنجيل تم تجميعه على مراحل في أكثر من طبعة بواسطة مؤلف الإنجيل أو بعض المحررين الكنسيين مع إضافة مواد تكميلية كالمقدمة (يو1: 1-18) الموزونة شعريا والفصل الحادي والعشرين.

ومن حيث اللاهوت فقد جاء الإنجيل الرابع بمفهوم الكلمة اللوجوس المستمد من مفهوم العقل الكلي في الفكر اليوناني الهيلنستي وفلسفة الفيلسوف اليهودي فيلو الذي عاش في النصف الثاني من القرن الأول وعاصر بولس. وركز هذا الإنجيل على شخصية يسوع كمخلص وعلاقته بالله وعلى الصلب والفداء بينما ركزت الأناجيل الإزائية على ملكوت الله والتوبة وحفظ الوصايا.

إن النهج الخيالي في وصف الشخصيات، المتمثل في شخصية التلميذ الحبيب، يحذرنا من المبالغة في تصديق التفاصيل الظرفية العديدة الواردة في هذا الإنجيل. من ناحية أخرى (كما يقول مؤلف التفسير)، لا يزال بإمكاننا الاعتقاد بأن مؤلف الإنجيل اعتمد على مصادر ممتازة. علاوة على ذلك، يمكننا معرفة المزيد عنه من خلال دراسة خلفية فكره.

ومن الناحية التاريخية لا شك أن الملاحظات المذكورة ستُثير بعض الشك حول قيمة الإنجيل الرابع كوثيقة تاريخية. فسوف نرى فيما سيعرضه مؤلف التفسير أن يوحنا لا يُمكن اعتباره شاهد عيان على الأحداث التي سجّلها، وأنه يكتب بعد وقوعها بوقت طويل. على أي حال، فإن عرضه لها يهيمن عليه هدفه اللاهوتي.

تفاصيل كل ذلك وغيره من المسائل سوف نقرؤه في هذه المقدمة التي كتبها العلامة القس باربارا ليندرز في بداية تفسيره القيم الشامل لإنجيل يوحنا طبقا للطبعة القياسية المنقحة (Revised Standard Version).

 

رابط الترجمة

وورد

https://docs.google.com/document/d/1Fyn4_Rrpdj_DhmX_j-MKpEo0LulG5hSK/edit?usp=sharing&ouid=111243063780277452800&rtpof=true&sd=true

pdf

https://drive.google.com/file/d/1zGqYCZ3vmBDh-LbCGQEJN_WodLqqXY0Z/view?usp=sharing

رابط التفسير

https://drive.google.com/file/d/1VkPe6RKcKds9ufCMqe7E9_vNYCvqIyBJ/view?usp=sharing